محاولات لنقش أغنية على جدار الطلسم

مدافع الفقهاء – 9- صالح الورداني | أفريل 7, 2007

مدافع ابن حزم

 


الصفحة 66


نشأ ابن حزم في الأندلس وتربى في بلاط الحكم حيث كان أباه وزيرا في الدولة العامرية وجده الأكبر كان نصرانيا..


الصفحة 67


ومرت عائلة ابن حزم بمحن كثيرة بعد الإطاحة بالأسرة العامرية في دائرة الصراعات التي كانت قائمة بين ملوك الأندلس آنذاك والتي كانت أشبه بالحروف الأهلية..

واستوزره المرتضى خليفة مدينة بلنسية، ثم استوزره الخليفة عبد الرحمن الخامس الملقب بالمستظهر في قرطبه عام (414 هـ‍)، ثم قتل عبد الرحمن بعد ذلك بمدة قصيرة وقبض على ابن حزم ووضع في السجن ثم أفرج عنه بعد ذلك..

ويروى أنه وزر مرة ثالثة لهشام المعتد إلا أنه اعتزال السياسة بعد ذلك وتفرغ للعلم والتأليف حتى أصبح من أشهر علماء الأندلس وأكثرهم ذكرا في مجالس الرؤساء وعلى ألسنة العلماء وقد حمل ابن حزم نوعين من المدافع الثقيلة:

الأولى: مدافع خاصة بالمسلمين..

الثانية: مدافع خاصة بغير المسلمين..

 

– المدافع الأول:

كان عصر ابن حزم عصر دسائس وفتن وصراعات بين ملوك الطوائف وبعضهم وبين الفقهاء الذين ساروا في ركاب هؤلاء الملوك وبعضهم..

ويبدوا أن هذه الحالة السياسية والدينية قد انعكست على شخصية ابن حزم فأصابتها بالحيرة والانفعال الذي نراه بوضوح في آرائه ومواقفه من الآخرين فقد أعلن الحرب على فقهاء عصره وشتى الاتجاهات الإسلامية الأخرى مما أدى إلى بغض الجميع له وتربصهم به..

ثم تبنى ابن حزم المذهب الظاهري وأخذ يدعوا له ولاقى في سبيل ذلك مواجهة عنيفة من الحكام والفقهاء الذين كانوا يتبنون المذهب المالكي ويتعصبون له، وصدر قرار فقهي بمنع ابن حزم من الفتوى وحبس المترددين عليه والمستمعين له..

وقد أطلق ابن حزم أول مدافعة على فقهاء عصره بقوله: أن هؤلاء القوم ليسوا من أهل الفقه ولا من أهل الكلام ولا يحسنون شيئا غير التناغي والقول الفاسد.. ولا يغرنكم الفساق المنتسبون إلى الفقه اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع المزينون لأهل الشر شرهم الناصرون لهم على فسقهم (1)

وكان فقهاء عصر ابن حزم كما يعبر ابن حبان المعاصر له يمشون في ركاب الملوك بين آكل من حلوائهم وخابط في أهوائهم..


الصفحة 68


ويواصل ابن حزم إطلاق مدافعة على فقهاء وحكام عصره بقوله: والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية لأمورهم لبادروا إليها فنحن نراهم يستنجدون بالنصارى ويمكنونهم من حرم المسلمين وأبنائهم ورجالهم ويحملونهم أسارى إلى بلادهم، وربما أعطوهم المدن القلاع طوعا، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس، لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفا من سيوفه..

ويصف ابن حزم حالة الإنهيار الاجتماعى وتفشي الفساد وسيادة الحرام في عصره حتى أصبح كأنه ليس للفقهاء دور بقوله: إنا لا نعلم لا أنا ولا غيري بالأندلس درهما حلالا ولا دينارا طيبة يقطع على أنه حلال.. (2)

وكان من نتيجة هذا الموقف المتشدد من قبل ابن حزم تجاه الفقهاء ومذهبهم المالكي وأنصارهم أن حرض الفقهاء الحكام عليه وسعوا لدى المعتضد بن عباد حاكم أشبيلية الذي أمر بجمع كتب ابن حزم وإحراقها علانية..

ورد ابن حزم على هذه الحادثة شعرا يقول:

 

فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي * تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي * وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغد * وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري (3)

 

وقد استمر ابن حزم في موقفه المعادي للمخالفين من الاتجاهات الأخرى ولم تؤثر فيه تلك المدافع ذات القذائف الثقيلة التي أطلقها عليه خصومه..

يقول ابن حزم: إنا لما تدبرنا أمر طائفتين ممن شاهدنا في زماننا هذا وجدناهما قد تفاقم الداء بهما..

فأما إحداهما فقد حلت المصيبة فيها وبها، وهم قوم افتتحوا عنوان أفهامهم وابتدأ دخولهم إلى المعارف بتعلم علم العدد وبرهانه وتخطيه إلى تعديد الكواكب وهيئة الأفلاك، وكيفية قطع الشمس والقمر انتقالها من الأجرام العلوية وإعظامها وأبعادها والطبيعة وعوارض الجو ومطالعة شئ من كتب الأوائل وحدودها. فلم تلق هذه الطائفة المذكورة من حملة الدين إلا قوما لا عناية لهم بشئ وإنما عنيت من الشريعة بأحد ثلاثة أشياء.

 

____________

(1) أنظر الرد على ابن الغريلة اليهودي ط بيروت تحقيق الدكتور إحسان عباس (2) رسالة التلخيص لوجوه التخليص وهي ملحقة بالكتاب السابق ذكره.


الصفحة 69


إما بألفاظ ينقلون ظاهرها ولا يعرفون معانيها ولا يهتمون بتفهمها..

وإما بمسائل من الأحكام لا يشتغلون بدلائلها ومبعثها وإنما حسبهم منها ما أقاموا به جاههم وحالهم..

وإما انحرافات منقولة عن كل ضعيف وكذاب وساقط لم يهتبلوا قط بمعرفة صحيح منها من سقيم ولا مرسل من سند ولا ما نقل عن النبي (ص).

وأما الطائفة الثانية فهم قوم ابتدء وا الطلب لحديث النبي (ص) فلم يزيدوا على طلب علوم السند والغرائب دون أن يهتموا بشئ مما كتبوا ولا يعلمون به وإنما يحملونه حملا لا يزيدون على قراءته دون تدبير معانيه ودون أن يعلموا أنهم المخاطبون به وأنه لم يأت مهملا ولا قاله (ص) عبثا، بل أمرنا بالتفقه فيه والعمل به، وأكثر هذه الطائفة لا عمل عندهم إلا بما جاء عن طريق مقاتل بن سليمان والضحاك بن مزاحم وكتاب البزدوى التي إنما هي خرافات موضوعة وأكاذيب مستعملة ولدها الزنادقة تدليسا على الإسلام وأهله.. (4)

وعلى الرغم من أن موقف ابن حزم من الفقهاء وممارساتهم تحمل جانبا كبيرا من الصحة إلا أن حدتها أفقدتها موضوعيتها وجنت عليه في النهاية.

وقد قيل أن قلم ابن حزم كان في مضاء سيف الحجاج، وكان ينهال على رجال محل تقدير السواد الأعظم من المسلمين بالتحقير والازدراء كالأشعري ومالك وأبي حنيفة.. (5)

واعترف ابن حزم أن حدته كانت ترجع إلى مرض كان يلازمه.. (6)

ثم تصدى فقهاء المالكية فيما بعد لمصنفات ابن حزم خاصة كتابه (المحلى) وأصدروا ردودهم عليه..

 

– المدفع الثاني:

وهو من أخطر مدافعة وأشدها ويتمثل في كتابة (الفصل في الملل والنحل) والذي أطلق من خلاله قذائفه على جميع الاتجاهات مسلمين وغير مسلمين..

يقول ابن حزم في الفصل: أهل السنة أهل الحق ومن عداهم فأهل البدعة، فإنهم الصحابة وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين ثم أصحاب الحديث ومن اتبعهم من الفقهاء جيلا فجيلا إلى يومنا هذا ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها، وقد تسمى باسم

____________

(3) أنظر الأصول والفروع لابن حزم ج‍ 2 / 215 وما بعدها. ط القاهرة.

(4) أنظر الذخيرة لابن بسام ج‍ 1.


الصفحة 70


الإسلام من أجمع جميع فرق الإسلام على أنه ليس مسلما مثل طوائف الخوارج، وطوائف من المعتزلة وطوائف من المرجئة وآخرون كانوا من أهل السنة كالحلاج وغيره وطوائف من الشيعة، وكل هذه الفرق لا تتعلق بحجة أصلا وليس بأيديهم إلا دعوى الإلهام والقحة والمجاهرة بالكذب ولا يلتفتون إلى مناظرة ويكفي من الرد عليهم أن يقال لهم ما الفرق بينكم وبين من ادعى أنه ألهم بطلان قولكم ولا سبيل إلى الانفكاك من هذا، وأيضا فإن جميع فرق الإسلام متبرئة منهم مكفرة لهم مجمعون على أنهم على غير الإسلام..

والأصل في أكثر خروج هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس أظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله (ص) واستشناع ظلم علي (رضي الله عنه) ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام فقوم منهم أدخلوهم إلى القول بأن رجلا ينتظر يدعى المهدي عنده حقيقة الدين، وقد أوضحنا شنع جميع هذه الفرق في كتاب لنا اسمه النصائح المنجية من الفضائح المخزية والقبائح المردية من أقوال أهل البدع من الفرق الأربع المعتزلة والمرجئة والخوارج والشيع. فإياكم وكل قول لم يبين سبيله ولا وضح دليله ولا تعوجا عما مضى نبيكم (ص) وأصحابه.. (7)

أن الإسلام عند ابن حزم هو أهل السنة الذين ينطق بلسانهم ويحاكم الاتجاهات الأخرى على أساس عقائدهم ورواياتهم، وكتابة (الفصل) كما هو حال كتب الفرق الأخرى إنما يتحدث بلسان الاتجاه السائد اتجاه أهل السنة لا بلسان النص والعقل والرأي لأن كل ذلك مجرم في مذهب أهل السنة الذين تقوم عقائدهم ومذهبهم على أساس الروايات وأقوال الرجال ونبذ الرأي والعقل..

ويبدو لنا من خلال كلام ابن حزم أنه يتحدث بمنطق الاستعلاء على الاتجاهات الأخرى وهو المنطق السائد لدى أهل السنة في تعاملهم مع الآخرين كما هو منطق كتب الفرق جميعها التي كتبت بأقلام رجال أهل السنة وجارت على الاتجاهات الأخرى وزندقتها..

والاتجاهات الأخرى في منظور ابن حزم ومذهبه بين خيارين:

إما أن تلتزم بنهج الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث والفقهاء وتتبنى رواياتهم..

وإما أن تسلك سبيل المعارضة وهي بهذا تكون قد دخلت دائرة البدعة والزندقة ووضعت نفسها في دائرة الاستحلال من قبل الحكام والفقهاء وحتى عوام الناس.

 

____________

(5) المرجع السابق.


الصفحة 71


والعجيب في كلام ابن حزم أنه اعتبر أن جميع الفرق والاتجاهات التي كفرها وزندقها تتبرأ منها جميع فرق الإسلام وتكفرها وتجمع على أنها على غير الإسلام، فكيف يستقيم هذا الكلام..؟

هل هذا يعني أن هناك فرق أخرى غير الفرق المعروفة يعترف بها ابن حزم ولا يزندقها أهل السنة تشاركهم هذا الموقف تجاه هذه الفرق المزعومة؟

ويظهر لنا من كلام ابن حزم الجزم بتسطيح الآخرين وتبني الأفكار الساذجة في مواجهتهم وبدا وكأنه يصور لنا الاتجاهات الأخرى أنها لا تحوي رصيدا من الفكر والوعي والنصوص ولا تقوم بأمرها عناصر فقيهة، بل أنها أهل السفة والجهالة وأصحاب الأهواء، وهذا الموقف لا يتفرد به ابن حزم أنما هو موقف الفقهاء عموما من خصومهم شيعة ومعتزلة ومرجئة وقدرية وغيرهم، أن العلم والحق والرفعة والطهارة في جانبهم أما الجانب الآخر فهو يحوي الجهل والضلال والزندقة والبدعة وغير ذلك من التسميات التي أطلقوها على الخصوم ومن الأفكار الساذجة التي يتبناها ابن حزم والفقهاء تجاه الاتجاهات الأخرى تحميل الفرس مسئولية ما نشأ وسط المسلمين من اتجاهات وتيارات خالفت الخط السائد وخاصمت أهل السنة، وكان المفروض أن يكون الأمر عكس ذلك أي أن العرب هم الذين يتحملون مسئولية تأسيس هذه الاتجاهات والتيارات وتوطينها بين الفرس بحكم أنهم الشعب المغلوب، إلا أن القوم عكسوا الآية وجعلوا الغالب يدخل في دين المغلوب، وهم بهذا يستخفون بالعرب أكبرا استخاف ويؤكدون أن الإسلام لم يوطن في نفوسهم وأن التزامهم به كان التزاما قشريا..

ولقد كان الهدف من وراء فكرة ربط الفرس بالتيارات الإسلامية ضرب الشيعة على وجه الخصوص وإثارة الشبهات من حولهم، والتأكيد على أن الفرس تستروا بهم وبثوا أفكارهم المجوسية من خلال بعث فكرة آل البيت وجمع المسلمين من حولهم..

إلا أن الحقيقة فكرة آل البيت فكرة شرعية لها ما يدعمها من نصوص الكتاب والسنة وكذلك بقية أفكار الشيعة ومعتقداتهم.. (8)

ونفس الحال ينطبق على أفكار المعتزلة والمرجئة والجهمية وحتى الخوارج فجميع هذه الاتجاهات تتسلح بالكتاب والسنة ولديها من البراهين والأسانيد ما تدعم به أفكارها ومعتقداتها..

 

____________

(6) أنظر دائرة المعارف الإسلامية ج‍ 1..


الصفحة 72


إذا كان هذا هو الحال فلماذا يصر الفقهاء على تتبنى نهج التسطيح والتسفيه في مواجهة الآخرين ولماذا يصرون على تبني الأفكار الساذجة والمهزوزة في مواجهتهم؟

إن تلك الأفكار السطحية والساذجة التي يتبناها الفقهاء في مواجهة الخصوم ما كان لها أن تدوم ويكتب لها البقاء لولا مساندة الحكام لها..

ولو قدر لهؤلاء الفقهاء أن يدخلوا في مناظرة حرة مع أي من هذه الاتجاهات لانهزموا شر هزيمة، لكن اللغة التي كانت سائدة هي لغة الطرف الواحد لغة الفقهاء..

والذين يتبنون دعوى فارسية التشيع الأولى لهم أن يتبنوا فارسية التسنن لأن رجال الفقه والرواية الذين قامت على أكتافهم عقيدة أهل السنة هم من بلاد فارس بينما عقيدة الشيعة ومذهبهم قام على أساس فقه وروايات أهل البيت الهاشمي بداية من الرسول (ص) وثم الإمام على وأولاده.. (9)

وقد أوقع ابن حزم نفسه في حرج كبير حين ادعى أن فكرة المهدي هي من اختراع الفرس وهم الذين أوحوا بها إلى الشيعة، وكأنه بهذا يعلن جهلة بعشرات النصوص التي يتبناها أهل السنة والتي تؤكد أن المهدي شخصية حقيقية تنبأ بها الرسول (ص) وحدد ملامحها ودورها… (10)

 

– المدفع الثالث:

ثم يقوم ابن حزم بعد هذا كله بتوجيه مدفعه الحكومي على الرعية والخصوم بقوله بجواز الصلاة وراء الحاكم الفاسق والجهاد والحج معه ودفع الزكاة إليه وإنفاذ أحكامه من الأقضية والحدود وغير ذلك..

يقول ابن حزم: ذهبت طائفة إلى أنه لا يجوز الصلاة إلا خلف الفاضل – أي الحاكم التقي الأفضل والأولى بالحكم – وهو قول الخوارج والزيدية والروافض وجمهور المعتزلة وبعض أهل السنة وذهبت طائفة الصحابة كلهم دون خلاف من أحد منهم وجميع فقهاء التابعين كلهم دون خلاف من أحد منهم وأكثر من بعدهم وجمهور أصحاب الحديث وهو قول أحمد بن حنبل والشافعي وأبي حنيفة وداود وغيرهم إلى جواز الصلاة خلف الفاسق الجمعة وغيرها وبهذا نقول، وخلاف هذا القول بدعة محدثة، فما تأخر قط أحد من الصحابة الذين أدركوا المختار

____________

(7) أنظر دائرة المعارف. وانظر رسالة الأخلاق لابن حزم..


الصفحة 73


بن عبيد والحجاج وعبيد الله بن زياد وحبيش بن دلجة وغيرهم عن الصلاة خلفهم، وهؤلاء أفسق الفساق وأما المختار فكان متهما في دينه مظنونا به الكفر.. (11)

ويريد ابن حزم أن يؤكد لنا من خلال هذا المدفع الحكومي أن مذهبه ومذهب الفقهاء بل إن الدين الحق يجب أن يقوم على الرجال لا على النص أو العقل، فما دام الصحابة والتابعين وأهل الحديث قد اعترفوا بشرعية الحكام الفسقة وصلوا خلفهم فيجب علينا أن نمتثل لذلك حتى لا نكون من المبتدعة الزائغين من الروافض والخوارج والمعتزلة والزيدية الذين أبت عقولهم ونفوسهم أن تهضم هذا الوضع وتقربه.

وليس لابن حزم من سند في هذا سوى هواه والروايات التي نسبت للرسول بخصوص الحكام أما أصحاب العقول الذين لا يدينون بمثل هذه الروايات ويشكون فيها فهم في نظر ابن حزم وغيره من فقهاء البلاط أصحاب البدعة المحدثة المخالفة لنهج السلف الصالح.

ثم من أين لابن حزم هذه اليقين الإجماع المطلق للصحابة والتابعين والفقهاء على هذه القضية؟ وكيف يصح مثل هذا الادعاء مع قوله أن هناك طائفة من أهل السنة توافق القائلين بعدم جواز هذه الصلاة..؟

وليتأمل القارئ موقف ابن حزم هذا وما ينقله عن الفقهاء، ثم يتأمل موقف ابن حنبل من صاحب البدعة لبدعته حيث يقول بعدم جواز الصلاة خلفه وعدم قبول شهادته هجرا له وزجرا لينكف ضرر بدعته عن المسلمين.. (12)

لقد أجاز الفقهاء الصلاة وراء الحاكم الفاسق الذي تقطر يده بدماء المسلمين بينما حرموها وراء المخالف لهم من الاتجاهات الأخرى بحكم أنهم من أهل البدع في منظورهم.

إن الفقهاء أمثال ابن حنبل وابن حزم اعتبروا أنفسهم أوصياء على الدين وحفظه المسلمين من شرور المخالفين فمن ثم سلكوا جميع الوسائل والسبل من أجل عزلهم والقضاء عليهم بداية من تحريص الحكام عليهم ونهاية بتكفيرهم..

 

____________

<=

الكتب التي أصدرها فقهاء السنة عن آل البيت. انظر لنا موسوعة آل البيت (9) أنظر تراجم رجال الحديث وأشهر الفقهاء في كتب التاريخ. وانظر لنا كتاب مصر وإيران

(8) أنظر مسلم كتاب الفضائل باب فضل آل البيت. وانظر كتب السنن الأخرى وهناك الكثير من


اكتب تعليقُا »

أضف تعليق

    Blog Stats

    • 129٬733 hits